القائمة الرئيسية

الصفحات

اليقين


ahly1
اليقين


ما هو اليقين ؟


ما هو اليقين ؟ تعريفه فى اللغة : 

1 - يقن الأمر يقن يقنا: ثبت ووضح والوصف يقين ويقال اليقين للعلم الذي انتفت عنه الشكوك والشبه ويقال: خبر يقين: لا شك فيه ويقال: اليقين للموت لأنه لا يمتري فيه أحد .. قال تعالى : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) " 99/ الحجر" فسر اليقين بالموت. 2 - أيقن الأمر، وأيقن به: علمه علما لا شك فيه والوصف موقن 

* والإيقان عند الإطلاق هو :


الإيقان بما يجب الإيمان به في الدين ، ومنها قوله تعالى : (يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) " 2/ الرعد ". 3- استيقن الأمر، واستيقن به: أيقننه وعلمه والوصف مستيقن ، ومنها قوله تعالى : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً) " 14/النمل". (من كتاب معجم وتفسير لغوى للقران باب يقن ) مع تصريف بسيط بوضع جملة ( ومنها قوله تعالى ) .. المفهوم الايمانى لليقين : اليقين هو ضد الشك .. وهو كمال الاعتقاد بحسن الظن بالله .. يعنى الرضا بكل القضاء والقدر .. لأن صاحب القضاء والقدر هو الله .. 

ودليل اليقين فى النفس : 


هو محو سؤ الظن بالله عن القلب .. أى عدم الشك فى الله بأى حال من الاحوال .. وذلك باستحضار المعانى الاسمائية لله فى قلبك والتعلق بها ( أى ترتبط بها وتعتقد فيها بحق ) .. حقيقة اليقين : الصبرعلى قضاء الله وقدره .. لرؤيتك أن مدبر الكون هو من أذن بهذا القضاء والقدر .. ثم بعد الصبر يأتى الرضا .. ثم المحبة 

ما هو الطريق الى اليقين ؟


1- بأن لا ترى فاعل فى الكون إلا الله .. فلا تلتفت الى أفعال البشر .. ولكن انظر الى خالق البشر دائما .. ليطمئن قلبك أن الله هو الفاعل .. فإن اطمئن قلبك لهذه الفكرة .. وهو أن الله هو الفاعل ( أى أذن بأن يكون هذا الفعل موجود ) .. فيتولد بداخلك يقين .. بإن الله لن يضيّعك أبدا .. مادام هو من أذن بوجود هذا الفعل معك .. فهذا كفيل بإن يورث طمأنينة فى نفسك وسكينة .. 

2- لا تنظر الى الحكمة من مراد الله ولا تنتظرها .. بل انظر الى كيف ستتعامل مع مراد الله برضا ومحبة .. انتبه : إن شاء الله أعطاك الحكمة وإن شاء منعها عنك .. والله يحكم ولا معقب لحكمه .. 

3- ادعو الله بأن يرزقك اليقين .. فمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء فى الحديث عنه أنه ( قَلَّمَا كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقومُ من مَجْلِسٍ حتى يدعوَ بهؤلاءِ الكَلِماتِ لأصحابِه ... اللهم اقْسِمْ لنا من خشيتِكَ ما يَحُولُ بيننا وبين مَعاصِيكَ ومن طاعتِكَ ما تُبَلِّغُنا به جنتَكَ ومن اليقينِ ما تُهَوِّنُ به علينا مُصِيباتِ الدنيا ومَتِّعْنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أَحْيَيْتَنا واجعلْه الوارثَ منا واجعلْ ثأرَنا على من ظلمنا وانصُرْنا على من عادانا ولا تجعلْ مُصِيبَتَنا في دينِنا ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مَبْلَغَ علمِنا ولا تُسَلِّطْ علينا من لا يَرْحَمُنا )


 مراتب اليقين :


علم اليقين - عين اليقين - حق اليقين يقول الشيخ بن عجيبه فى تفسير سورة الحاقة عند قوله تعالى .. ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )

 وبعد ان شرح الايات شرحا وافيا ثم قال : " الإشارة: أقسم تعالى بذاته المقدسة، ما وقع به التجلِّي وما لم يقع، أي: ما ظهر منها في عالَم الشهادة، وما لم يظهر، على حقيّة القرآن، وأنه خرج من حضرة الحق، إلى الرسول الحق، ناطقاً بالحق، على لسان السفير الحق، متجلِّياً من ذات الحق، واصلاً من الحق إلى الحق، مشتملاً على علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين.. 


فعلم اليقين :

ما أدراك من جهة البرهان. 


وعين اليقين : 

ما أدراك بالكشف والبيان .

وحق اليقين : 

ما أدراك بالشمول والبيان .
ومثال ذلك تقريباً، وجود مكة مثلاً، فمَن لم يرها فقد حصل له بالإخبار علم اليقين ، ومَن رآها ، ولم يدخلها، فقد حصل له عين اليقين، ومَن دخلها وعرف أماكنها وأزقتها ، فقد حصل له حق اليقين وكذلك شهود الحق تعالى .. فمَن تحقق بوجوده من جهة الدليل فعنده علم اليقين ، ومَن كشف له عن حس الكائنات ، وشاهد أسرار الذات ، لكنه لم يتمكن من دوام شهودها ، فعنده عين اليقين ، ومَن تمكن مِن شهودها ورسخ في المعرفة ، فعنده حق اليقين . وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم." انتهى كلام الشيخ مرويات عن اليقين ..

 و قال صلى الله عليه وسلم "سَلوا اللهَ العفوَ والعافيةَ، فإنَّ أحدًا لم يُعطَ بعدَ اليقينِ خيرًا منَ العافيةِ وفى الحديث " اليقينُ الإيمانُ كلُّه . " وفى الحديث " ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين " وفى الحديث " أولُ صلاحِ هذهِ الأمةِ : اليقينُ والزهدُ، وأولُ فسادِها : البخلُ والأملُ ." فى الحديث " سلوني عما شِئتُم فنادى رجلُ يا رسولَ اللهِ ما الإسلامُ قال إقامُ الصَّلاةِ وإيتاءُ الزَّكاةِ قال فما الإيمانُ قال الإخلاصُ قال فمااليقينُ قال التَّصديقُ " مقولات عن اليقين قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنَّ الصَّبْرَ عَلَى الْمَكَارِهِ مِنْ حُسْنِ الْيَقِينِ , وَإِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ كَمَالًا وَغَايَةً , وَكَمَالُ الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ وَالْيَقِينُ " قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ لِابْنِهِ: «الْإِيمَانُ سَبْعُ حَقَائِقَ , وَلِكُلِّ حَقِيقَةٍ مِنْهَا حَقِيقَةٌ , الْيَقِينُ , وَالْمَخَافَةُ , وَالْمَعْرِفَةُ , وَالْهُدَى , وَالْعَمَلُ , وَالتَّفَكُّرُ , وَالْوَرَعُ , فَحَقِيقَةُ الْيَقِينِ الصَّبْرُ , وَحَقِيقَةُ الْمَخَافَةِ الطَّاعَةُ , وَحَقِيقَةُ الْمَعْرِفَةِ الْإِيمَانُ وَحَقِيقَةُ الْهُدَى الْبُصَيْرَةُ , وَحَقِيقَةُ الْعَمَلِ النِّيَّةُ وَحَقِيقَةُ التَّفَكُّرِ الْفِطْنَةُ , وَحَقِيقَةُ الْوَرَعِ الْعَفَافُ» قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «الْيَقِينُ أَنْ لَا تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ , وَلَا تَحْمَدَ أَحَدًا عَلَى رِزْقِ اللَّهِ , وَلَا تَلُمْ أَحَدًا عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ , وَلَا يَرُدُّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ , فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقِسْطِهِ وَعِلْمِهِ وَحِلْمِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَجَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا , وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسُّخْطِ» 

والله أعلم.