درة الاسماء وسر الكلمات ونور السموات
ahly1
درة الاسماء وسر الكلمات ونور السموات
درة الاسماء وسر الكلمات ونور السموات لا إله الا الله - ل ا ا ل ه ا ل ا ا ل ل ه تتكون من 12 حرف على عدد الشهور وعدد ساعات الليل والنهار ومحمد رسول الله 12 حرف ايضاً سنتعرف علي سر كثرة ذكر لا إله إلا الله ما المقصود من تكرار "لا إله إلا الله" مع اعتقاد نفي المنفي واثبات المثبت؟
اعلم أن جهة المقاصد كثيرة فمن الذاكرين من يقصد تكرارها امتثال الأمر لقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً } الأحزاب41 ، إما مطلقا أو لكثرة الثواب ومضاعفته وحصول كثرة اليمن والبركة إذ كل مرة من الدعاء عبادة مستقلة يحصل بها إن شاء الله تعالى ما قصده ونواه فإن لكل امرء ما نوى ومنهم من يقصد بها المداومة على ذكر الحبيب محبة ورغبة فقد ورد عنه أن أحب العمل الى الله أدومه.
وقال الإمام النووي :
"اختار أهل التربية والسلوك للمريدين ذكر لا اله الا الله وأمروهم بالداومة عليها.وقالوا أنفع علاج في دفع الوسوسة هو الإقبال على ذكر الله تعالى و الإكثار منه" ،
وقال الإمام القشيري :
"الذكر ركن قوي في طريق الحق مأمور به بل هو العمدة في هذا الطريق فلايصل أحد الى الله تعالى إلا بدوام الذكر" ومنهم من يقصد بها نقي القلب وجلاءه من صدء الغفلة فإن القلب يصدأ كما يصدأ الحديد وفي الحديث الشريف أن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد وجلاؤها لا اله الا الله ومنهم من يقصد بتكرارها دوام نشر الإجلال والتعظيم للمذكور.
كما أشار إليه في الحديث بعض العارفين لا إله إلا الله تعظيما لجلال الله تعالى وجماله وكبريائه وعظمته واقتداره ومنهم من يتلذذ بتكرار الذكر لما يجد له من الحلاوة العظيمة التي لا يكاد يعبر عنها وكل من وجد في عبادته هذه الحلاوة فقد أوتي في الدنيا الجزاء المعجل إذ ان العامل لله تعالى يعطى جزاءان جزاء معجل وهو ما ذُكر وجزاء مؤجل في الآخرة وهو الثواب وغايته في الدنيا مقام المشاهدة وفي الآخرة النظر إلى وجه الله تعالى وهذا هو الفوز الذي لا فوز فوقه وقال بعض العارفين الأكمل الذي تَرِدُ به على القلوب المواهب الإلهية و الفتوحات الربانية التي يقصر عنها الوصف أن يلازم على ذكر لا اله الا الله مع لزوم أدبها -
وقال الإمام الغزالي في كتاب ثمرات الأعمال :
(من حافظ على قول لا اله الا الله طاهرا وداوم على ذكرها وجعل لسانه مستغرقا فيها فتح الله تعالى على قلبه نورا ينكشف به سرها وتستغرقه أنوارها ويشغف قبله بذكرها وتسلمه ثمراتها فيشرف بباطنه عن عجائب الملكوت ما لا تستطيع العبارة أن تحد وصفها ونعتها وتلك نتائجها وثمراتها ثم تنعكس أذكاره الظاهرة باطنة وكل ما دام على الذكر غلب باطنه على ظاهره فيقوى ذكر الباطن ويفتر الذكر في الظاهر الي أن يقوى سلطان القلب على حركة اللسان.
فتبطل حركة اللسان بالذكر :
و ينفرد القلب بالذكر وكلما قوي باطنه ضعف ظاهره حتى لايستطيع الذاكر أن يتلفظ بالذكر ظاهرا إلا في وقت غفلة القلب أو فترة ترد عليه إذ الذكرظاهرا وظيفة الغائبين وذكر القلب وظيفة الحاضرين فإذا أخذ الذاكر الحاضر في أفعال الغائبين استحق قلبه الأدب ثم تتجوهر ثمرة قلبه دائما بإشراق شمس الروح على القلب فيستغرق القلب في الأنوار الروحانية ويكاشف من اللطائف الربانية ويرد على قلبه و باطنه من الواردات القلبية ويهجم عليه من الأحوال السنية ما يستغرقه عن الصفات البشرية ويرقيه إلى المقامات و المنازل الملكية ويعود بالكرامات التبعية للنبوءة المحمدية ثم تستغرق روحه في بحر التوحيد ويستخرج بلطيف الفكر في معنى الذكر
أسرارا لطيفة ومعاني شريفة :
فيبتغي ذكر القلب لها أول درجة رقت بها إلى درجة التقوى وأول باب فتح له من جنة المأوى ثم فتح له بذكر القلب بعد اتقان ذكر اللسان بها باب جنة الخلد التي مفتاحها حقيقة لا إله إلا الله التي تفتح للقلب باب التذكير في آيات محكم التنزيل وما نزل به الروح الأمين من الأحكام على خير الأنام سيدنا محمد ) قال بعضهم رأيت في الواقعة كلمة "لا" فقيل ألا تراها مفتحة الفم كي لا تبلغ ما دون الله تعالى أراد بالفم النفي فإن من تجلى الحق تعالى تحقق بمعناها فلم يشهد سوى الحق تعالى وحده وليس معه غيره.
وقال الإمام السهروردي :
إذا استولت الكلمة على اللسان يتشربها القلب فلو سكت اللسان لم يسكت القلب ثم تتجوهر في القلب وبتجوهرها يستقر نور اليقين حتى إذا ذهبت صورة الكلمة من اللسان والقلب لا يزول نورها وهذا الذكر هو المشاهدة والمكاشفة والمعاينة وهذا هو المقصد الأقصى حتى أن الذاكر الصادق يغيب عن المحسوس بحيث لو دخل عليه داخل من الناس لا يعلم به لغيبته في الذكر من كمال أنسه وحلاوة ذكره حتى لا يلتحق في غيبته في الذكر بالنائم.
فالأهم تجديد الإيمان :
وبه تحصل الزيادة قال رسول الله " (جددوا إيمانكم قيل: يا رسول الله كيف نجدد إيماننا قال: أكثروا من قول لا اله إلا الله) الحديث أخرجه أحمد والطبراني في الكبير وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.. فعلى هذا المقصود بتكرارها العمل بالكتاب والسنة والاجماع وفي الحديث دليل على أن هذه الكلمة الشريفة كما كانت محصلة للإسلام ابتداءً تكون مجددة له إذا قالها المؤمن فمن قال لا إله إلا الله فقد تجدد إيمانه الحاصل من قبل ومعلوم أن ذلك يقتضي قوة الإيمان وزيادة على ما كان عليه قبل أن يقول هذه الكلمة.