القائمة الرئيسية

الصفحات

لأمان في النوم والإستعاذة من السحر

للأمان في النوم والإستعاذة من السحر


ahly1



للأمان في النوم والإستعاذة من السحر


ما هو شر السماء النازل وشر الأرض الصاعد والخارج منها_طوارق الليل_للأمان في النوم والإستعاذة من السحر 

 ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ) ( الإستعاذة بين أولياء الله وأولياء الجن ) :

 شرح الإستعاذات الخمسة بالكلمات التامات :

ما هي الكلمات التي استعاذ بها النبي ؟ 

 ولماذا وصفها بالتامات ؟ 
التعوذ من شر النفس والشيطان التعوذ من شر العين الحاسدة التعوذ من كل الشرور التعوذ خوفا من الفزع بالليل كفار مكة كذبوا الرسول دون أن يحدث لهم شيء .. فأين وعد الله ؟ الدعاء واستجابة الدعاء متى تحدث ؟ 

 * فهرس الموضوع :


1- ما سبب معرفتك لاستعاذة النبي بالكلمات التامات ؟ 
2- الدعوات التي جاء فيها الإستعاذة بالكلمات ؟ 
3- الاستعاذة الأولى : إذا ذهبت لأي مكان تشعر فيه بخوف أو بضرر ؟ 
4- ما معنى : من شر ما خلق ؟ 
5- الإستعاذة الثانية : التعوذ من شر الشيطان والنَّفس الحاسدة ؟ 
6- ما معنى : الهامة ، والعين اللامة ؟ 
7- الإستعاذة الثالثة : الإستعاذة من كل الشرور مطلقا أيا ما كانت ؟ 
8- الشيخ يحرك العقرب بين يديه ولا يصيبه شيء ؟ 
9- الإستعاذة الرابعة : حينما يشعر الإنسان بإحاطة الشياطين به من كل مكان ؟ 
10- فَطَفِئَتْ نَارُهُمْ وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ؟ 
11- ما هي طوارق الليل ؟ 
12- ما هو شر السماء النازل وشر الأرض الصاعد والخارج منها ؟ 
13- الإستعاذة الخامسة : للذين يفزعون في النوم ويرون أحلام مفزعة ويخافون من النوم ؟ 
14- للأمان في النوم ؟ 
15- التابعي : كعب الأحبار وإعاذته بكلمات الله من سحر اليهود ؟

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 


ما هو مفهوم الإستعاذة ..
 وما هي كلمات الله التامة التي استعاذ بها النبي .. وما هو الوعد الإلهي وعلاقته بالدعاء ..؟
 وأرجو من الله القبول التوفيق .. آمين,

 نبدأ بسم الله .. توكلت على الله .. 


ما سبب معرفتك لاستعاذة النبي بالكلمات التامات ؟
* من المهم أن تعرف ما الدعاء الذي استعاذ به النبي ، ومَن الذي استعاذ به النبي صلى الله عليه وسلم .. حتى تعرف قدر كلام معلمك رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وتعرف قيمة ما أهداه لك من علم ومعرفة .. 

 * وحتى تكون لك عزيمة قوية حينما ترتقي بمعرفتك بما تذكر به الله وتستعيذ به .. فالعلم والمعرفة وسائل قوية في قهر النفس والشيطان .. وكذلك ستساعدك المعرفة في الثبات على الحق والتعلق بالله أكثر وأكثر .. وكذلك ستكون وسيلة للمساعدة بأن تأخذ بيد غيرك . 

 * وكذلك حتى تعرف أن تُجيب إذا سألك شخص ما .. ما هي كلمات الله التي تستعيذ بها ؟ ولماذا تقول كلمات الله ولا تقول بالقرآن ؟ ولماذا هي كلمات وليست كلمة ؟ وما معنى تامة ؟ ولماذا هي تامه ؟ .. 

 * فتعالوا نبحث ونتعرف على الإستعاذة ذات المدد القوي التي أمد بها الله النبي صلى الله عليه وسلم .. 


 * قد سبق الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم .. قد استعاذ بالله بعدة طرق .. إما بقوله "أعوذ بالله" ، أو بكلامه "أعوذ بكلمات الله" ، وكذلك استعاذ بصفات الله (أعوذ برب الفلق) ، (أعوذ برب الناس) .. ومنها الإستعاذة بعزة الله وقدرته كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك (إذا اشتكيْتَ فضَعْ يدَك حيث تشتكي ، ثمَّ قُلْ : "بسمِ اللهِ أعوذُ بعزَّةِ اللهِ وقُدرتِه من شرِّ ما أجِدُ من وجعي هذا" .. ثمَّ ارفَعْ يدَك ثمَّ أعِدْ ذلك وِترًا ) ، ومعنى وترا : أي كرر الدعاء بأعداد فردية مثلا 3 أو 5 أو 7 .. وفي حديث عثمان بن أبي العاص أخبره النبي أن يذكره سبعة مرات . 

 * فكان من تعليم النبي للصحابة أن قال لهم : (إذا نزل أحدُكم منزلًا فليقلْ : "أعوذُ بكلماتِ اللهِ التاماتِ من شرِّ ما خلقَ" . فإنه لا يضرُّه شيءٌ حتى يرتحلَ منه) 

 الدعوات التي جاء فيها الإستعاذة بالكلمات :


 عليك أن تفهم أن الإستعاذة .. ما هي إلا دعاء إلى الله .. بأن يحفظنا من شر كل ذي شر .. بقوتة القاهرة على كل شيء .. بسر قوله تعالى ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) الأنعام18 .. بأن يدخلنا إلى ملجأه المنيع وحصنه الحصين .. حيث لا مَلْجَأ ولا مَنْجَا منه إلا إليه سبحانه .. وقد جمعت لكم ما أحاط به علمي من الإستعاذات التي كانت بالكلمات التامات في كتب علم الحديث .. حتى تكون محيطا علما بهذا الأمر .. ووضعت تحتها شرحا لطيفا من كلام العلماء ذوي الشأن .. حتى تكون بصيرا بكلام العلماء .. والمجموع هنا هو خمسة أستعاذات بكلمات الله التامة .. هو ما أحطت به علما من كتب الحديث .. 

 * فما هي الإستعاذات بالكلمات التامات ؟ 


* :الإستعاذة الأولى :


1- إذا ذهبت لأي مكان تشعر فيه بخوف أو بضرر من إنسان أو حيوان أو شيطان :

 * عن خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ (الصحابية المدنية رضي الله تعالى) ؛ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( إذا نزل أحدُكم منزلًا فليقلْ : " أعوذُ بكلماتِ اللهِ التاماتِ من شرِّ ما خلقَ " . فإنه لا يضرُّه شيءٌ حتى يرتحلَ منه ) 

 * وفي رواية : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ قَالَ مَا نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ .. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ " أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ " ) 


 * قال الشيخ عز الدين الصنعاني رحمه الله :


 (إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل أعوذ) في النهاية : عذت به أعوذ عوذًا أو معاذاً أي لجأت إليه ، (بكلمات الله التامات) وفيها أيضًا وصف كلمات الله التامات بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شيء منها نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس وقيل معنى التمام هنا أنها تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه (من شر ما خلق) هو المتعوذ منه وهو عام لكل شيء مخلوق، فإنه أي القائل أو الشأن (لا يضره شيء حتى يرتحل منه) من المنزل الذي نزل به وهو عام لكل منزل . التنوير شرح الجامع الصغير ج2 ص222 

 * قال الشيخ المباركفوري رحمه الله :


 ((من نزل منزلاً) في سفر أو حضر ولا وجه لتقييده بالسفر مع التنكير. قال الزرقاني: منزلاً أي مظنة للهوام والحشرات ونحوهما مما يؤذي ولو في غير سفر . (فقال) في صحيح مسلم: ((ثم قال)) وهكذا في جامع الأصول والأذكار وكذا وقع عند الترمذي وأحمد في رواية وفي أخرى له ((فقال)) وفي رواية لمسلم ((إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل)) وفي الموطأ وشرح السنة ((من نزل منزلاً فليقل)) وهو أمر ندب يدل عليه رواية الكتاب ، 

ورواية أحمد بلفظ ((لو أن أحدكم إذا نزل منزلاً قال: أعوذ)) الحديث . (أعوذ) أي أعتصم (بكلمات الله) قال الهروي وغيره : الكلمات هي القرآن وقيل أسماءه وصفاته لأن كل واحد منها تامة لا نقص فيها لأنها قديمة والنقصان إنما يكون في المحدثات . وقيل هي جميع ما أنزله على أنبياءه لأن الجمع المضاف إلى المعارف يعم أي يقتضي العموم (التامات) أي الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب .. وقيل: هي النافعات الكافيات الشافيات من كل ما يتعوذ منه. يعني أنها تنفع المقولة له وتحفظه من الآفات وتكفيه .

 قال الجزري: 


وصف كلمات بالتمام إذ لا يجوز أن يكون شيء من كلامه ناقصًا ولا فيه عيب كما يكون في كلام الآدميين . وقيل: معنى التمام ههنا : أن ينتفع بها المتعوذ وتحفظه من الآفات - انتهى. وقال الباجي: وصفها بالتمام على الإطلاق يحتمل أن يريد به أنه لا يدخلها نقص وإن كان كلمات غيره يدخلها النقص ، ويحتمل أن يريد بذلك الفاضلة، يقال: فلان تام وكامل أي فاضل .. ويحتمل أن يريد به الثابت حكمها، قال تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى) الأعراف: 137 . انتهى .

 قال الخطابي: كان الإمام أحمد يستدل به على أن كلام الله غير مخلوق لأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يستعيذ بمخلوق .. (من شر ما خلق) عبر بما للتعميم (لم يضره) بفتح الراء وضمها (شيء) أي من المخلوقات . قال المناوي: الشيء عند أهل السنة الموجود ويدخل فيه الموجودات كلها (حتى يرتحل) أي ينتقل (من منزله ذلك) قال الباجي: يريد أن تعوذه يتناول مدة مقامه فيه. 

 قال الزرقاني: وشرط نفع ذلك الحضور والنية وهي استحضار أنه - صلى الله عليه وسلم - أرشده إلى التحصن به وأنه الصادق المصدوق، فلو قاله أحد واتفق أنه ضره شيء فلأنه لم يقله بنية وقوة يقين وليس ذلك خاصًا بمنازل السفر بل عام في كل موضع جلس فيه أو نام. وقال المناوي: والظاهر حصول ذلك لكل داع بقلب حاضر وتوجه تام فلا يختص بمجاب الدعوة . قال القاري: في الحديث رد على ما كان يفعله أهل الجاهلية من كونهم، إذا نزلوا منزلاً قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي ويعنون به كبير الجن ومنه قوله تعالى في سورة الجن: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} (72: 6) .) مرعاة المفاتيح شرح مشكاة الأحاديث ج8 ص170-172 

 * قال الشيخ محمد الأمين الهرري : (إذا نزل أحدكم منزلًا) جديدًا سفرًا أو حضرًا (فليقل) أول نزوله فيه (أعوذ) وأتحصن (بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه) أي فإن الشأن والحال (لا يضره شيء حتى يرتحل منه) أي من ذلك المنزل ببركة كلمات الله سبحانه، قيل الكلمات التامة هنا القرآن، وفي المبارق هي كتبه المنزلة على أنبيائه، وقيل: المراد بها صفات الله وقد جاء الاستعاذة بها في قوله صلى الله عليه وسلم أعوذ بعزة الله وقدرته اه. قوله: (إذا نزل أحدكم منزلًا) قال الأبّي : ليس ذلك خاصًا بمنازل السفر بل عام في كل موضع جلس فيه أو نام وكذلك لو قالها عند خروجه للسفر أو عند نزوله للقتال الجائز فإن ذلك كله من هذا الباب وشرط نفع ذلك النية والحضور ولو قالها أحد وحصل له ضرر شيء حمل على أنه لم يقله بنية ، ومعنى النية أن يستحضر في قلبه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى التحصن بها وأنه الصادق المصدوق .اه منه . قوله: (لم يضره شيء) .. إلخ أي من هوام أو سارق أو غير ذلك لأنها نكرة في سياق النفي اه سنوسي . الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم ج25 ص93

* : الإستعاذة الثانية ::


 2- التعوذ من شر الشيطان والنَّفس الحاسدة : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ يَقُولُ: « أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ » وفي رواية أخرى لأحمد : ( كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُعوِّذُ الحسنَ والحسينَ فيقولُ : " أُعيذُكما بكلمةِ اللهِ التَّامةِ من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ " .. ثم يقولُ : هكذا كان أبِي إبراهيمُ عليهِ السلامُ يُعوِّذُ إسماعيلَ واسحاقَ عليهما السلامُ ) فالروايتان في مسند أحمد .. (كلمة ، كلمات) 

 * قال الشيخ المباركفوري رحمه الله : ((من كل شيطان) أنسى وجنى (وهامة) بالتنوين وهي بتشديد الميم واحدة الهوام التي تدب على الأرض وتؤذي الناس. وقيل: هي ذوات السموم. قال الشوكاني: والظاهر أنها أعم من ذوات السموم لما ثبت في الحديث من قوله - صلى الله عليه وسلم -: أيؤذيك هوام رأسك. وقال الجزري: الهامة كل ذات سم يقتل، والجمع الهوام، فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة كالعقرب والزنبور، و

قد يقع الهوام على ما يدب من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات- انتهى. وقيل المراد كل نسمة تهم بسوء (ومن كل عين) بالتنوين (لامه) بتشديد الميم أيضاً أي ذات لمم، واللمم كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما أي من كل عين تصيب بسوء، ويجوز أن تكون على ظاهرها بمعنى جامعة للشر على المعيون من لمه إذا جمعه. وقال في الصحاح: العين اللامه هي التي تصيب بسوء اللمم طرف من الجنون ولامه أي ذات لمم، وأصلها من الممت بالشيء إذا نزلت به. وقيل: لامه لازدواج هامة والأصل ملمة لأنها فاعل ألممت - انتهى. وقال الجزري: اللمم طرف من الجنون يلم بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه، ومنه حديث الدعاء أعوذ بكلمات الله التامة من شر كل سامة ومن كل عين لامه أي ذات لمم ولذلك لم يقل ملمة وأصلها من ألممت بالشيء ليزاوج قوله من شر كل سامة أي لكونه أخف على اللسان . (ويقول) لهما (أن أباكما) يريد إبراهيم عليه السلام وسماه أباً لكونه جداً أعلى (كان يعوذ بها) أي بهذه الكلمات (إسماعيل وإسحاق) ابنيه . مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج5 ص226 



* : الإستعاذة الثالثة :


 3- الإستعاذة من كل الشرور مطلقا أيا ما كانت : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنًهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:( يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ. قال " أما لو قلتَ ، حين أمسيتَ : " أعوذُ بكلمات الله التاماتِ من شرِّ ما خلق" .. لم تضُرُّكْ ) 

 * قال الشيخ المباركفوري رحمه الله : (لم تضرك) أي العقرب .. بأن يحال بينك وبين كمال تأثيرها بحسب كمال المتعوذ وقوته وضعفه لأن الأدوية الإلهية تمنع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه وإن وقع لم يضره . قال القرطبي: جربت ذلك فوجدته صدقًا تركت ليلة فلدغتني عقرب فتفكرت فإذا أنا نسيت هذا التعوذ. مرعاة المفاتيح شرح مشكاة الأحاديث ج8 ص173 

 * قال الشيخ محمد الأمين الهرري : (فقال: يا رسول الله ما لقيت) الراحة والنوم في هذه الليلة (من) أجل (عقرب لدغتني) في (البارحة) يوضح ما ذكرنا في حلنا ما ورد في رواية مالك في الموطإ ولفظها (أن رجلًا من أسلم قال: ما نمت هذه الليلة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي شيء فقال: لدغتني عقرب) .. فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما) حرف استفتاح وتنبيه أي انتبه واستمع ما أقول لك (لو قلت حين أمسيت) أي حين دخلت في المساء (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك) العقرب .. قال الأبِّي: هو ظاهر في أن قوله ذلك عند المساء كاف ولا تحتاج إلى تكراره عند دخول الدار ولا عند النوم اه . الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم ج25 ص93 


 * (الموضوع) : 


 نقلا عن موسوعة ويكيبيديا : ( الشيخ الأبي : هو أبو عبد الله محمد بن خلفة بن عمر التونسي الوشتاني الأبّي المالكي. توفي حوالي 827 ه .. عالم بالحديث، وففيه ومفسّر، من أهل تونس.) .. 

 * قال الشيخ أحمد نور الدين العزيزي رحمه الله : فائدة : ( قال العلقمي : قال الشيخ أبو العباس القرطبي قوله فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه هذا خبر صحيح وقول صادق عَلمنا صدقه دليلاً وتجربة .. فإني منذ سمعت هذا الخبر عملت به فلم يضرني شيء إلى أن تركته فلدغتني عقرب بالمهدية ليلاً فتفكرت في نفسي .. فإذا أنا قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات .

 * (تتمة) قال الدميري : روينا عن الشيخ فخر الدين عثمان بن محمد التورزي : قال كنت يوماً أقر على شيخ لي بمكة شيئاً من الفرائض فبينا نحن جلوس إذا بعقرب تمشي فأخذها الشيخ وجعل يقلبها في يده فوضعت الكتاب فقال لي : اقرأ .. 

 الموضوع :

 حتى أتعلم هذه الفائدة .. فقال هي عندك .. قلت : ما هي ؟ قال : ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال حين يصبح وحين يمسي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العلم لم يضره شيء وقد قلتها أول النهار) السراج المنير شرح الجامع الصغير ج1 ص176

* :الإستعاذة الرابعة :


 4- حينما يشعر الإنسان بإحاطة الشياطين به : 

 * حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ التَّمِيمِيِّ وَكَانَ كَبِيرًا أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ .. قَالَ قُلْتُ كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ ؟ فَقَالَ إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَحَدَّرَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ بِيَدِهِ شُعْلَةُ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ قُلْ ؟ قَالَ مَا أَقُولُ ؟ قَالَ قُلْ : "أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ
 فِيهَا وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ" .. قَالَ : فَطَفِئَتْ نَارُهُمْ وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى)

 * وفي رواية بلفظ ( ومن شر فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير يا رحمن ) 

 * قال الشيخ نور الدين السندي رحمه الله : قوله (كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ) أي: احتالوا لإيذائه (تَحَدَّرَتْ) أي: نزلت (كُلِّ طَارِقٍ) أي: جاء بليل، ويقال لكل آت بالليل: طارق، قيل: أصله: من الطرق، وهو الدق، والآتي بالليل يحتاج إلى دق الباب، وقيل: طوارق الليل: ما ينوب من النوائب في الليل . شرح مسند أحمد للسندي ج14 ص258 

 * وقال الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الشهير بالساعاتي رحمه الله : ((وقوله التي لا يجاوزهن الخ) أي لا يتعداهن (بر) بفتح الموحدة أي التقى (ولا فاجر) أي مائل عن الحق، والمعنى لا ينتهي علم أحد إلى ما يزيد عليها، وهذا يشمل كل شيء خلقه الله (وذرأ) يقال ذرأ الله الخلق يذرؤهم إذا خلقهم، وكأن الذرء مختص يخلف الذرية (وبرأ) أي خلق الخلق لا عن مثال سبق، ولهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات، وقلما تستعمل في غير الحيوان ، فيقال برأ الله النسمة وخلق السموات والأرض (وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ)

 أي من العقوبات كالصواعق (ومن شر ما يعرج فيها) مما يوجب وهو الأعمال السيئة أي ومن شر ما خلق في الأرض على ظهرها (ومن شر ما يخرج منها) أي ما خلقه في بطنها من الهوام ونحوها أي الواقعة فيهما وهو من الإضافة إلى الظرف الطارق ما جاءك ليلا ، ويؤيده ما جاء في بعض الروايات (ومن طوارق الليل) أي حوادثه التي تأتي ليلا ، وإطلاقه على الآتي بالنهار على سبيل الإتباع . ) بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ج14 ص261

 * قال الشيخ المباركفوري رحمه الله : ( خلق : ، أي أنشأ وقدر (وذرأ) بالهمز، أي بث ونشر (وبرأ) ، أي أوجد الخلق مبرأ عن التفاوت فخلق كل عضو على ما ينبغي ووضعه في موضعه. قال تعالى: (مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ) الملك 3 . قال الزرقاني: قيل هما بمعنى خلق فذكرها لإفادة اتحاد معناهما، وقيل البرأ والذرأ يكون طبقة وجيلاً بعد جيل والخلق لا يلزم فيه ذلك .) مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج8 ص244 .. بتصريف في كلامه .. بوضع كلمة (خلق) .. وما بعده فهو بلفظه رحمه الله . 


 * وجاء في رواية أخرى بسند ضعيف : 


* روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( رأيتُ ليلةَ أُسريَ بي عفريتًا من الجنِّ يطلبني بشعلةٍ من النارِ كلما التفتُّ رأيتُه . قال جبريلُ عليهِ السلامُ : ألا أُعلِّمُك كلماتٍ تقولُهنَّ فتنطفئَ شعلتُه ؟ فقلتُ : بلى . فقال لي جبريلُ : قل " أعوذُ بوجهِ اللهِ الكريمِ ، بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ ، اللاتي لا يُجاوزهنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ ، من شرِّ ما نزل من السماءِ ، ومن شرِّ ما يعرجُ فيها ، ومن شرِّ ما ذرأ في الأرضِ ، ومن شرِّ ما يخرجُ منها ، ومن فتنِ الليلِ والنهارِ ، إلا طارقًا يطرُقُ بخيرٍ " ) . 

 * ويوجد زيادة إضافية في آخر رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ: " فَخَرَّ لَفِيهِ، وَطَفِئَتْ شُعْلَتُهُ ".. أي انقلب على وجهه وانطفت ناره .. 

 * قال الإمام الزرقاني رحمه الله : «أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَأَى عِفْرِيتًا» هُوَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ . (مِنَ الْجِنِّ يَطْلُبُهُ بِشُعْلَةٍ) - بِضَمِّ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ - (مِنْ نَارٍ) ، وَهِيَ شِبْهُ الْجَذْوَةِ - بِتَثْلِيثِ الْجِيمِ - الْجَمْرَةُ . (كُلَّمَا الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَآهُ) يَطْلُبُهُ لِقَصْدِ إِيذَائِهِ، لَا لِغَيْرِ ذَلِكَ، إِذْ لَا سَبِيلَ لَهُ إِلَيْهِ . (فَقَالَ جِبْرِيلُ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ إِذَا قُلْتَهُنَّ طَفِئَتْ شُعْلَتُهُ وَخَرَّ) ، بِالْمُعْجَمَةِ، وَشَدِّ الرَّاءِ: سَقَطَ (لِفِيهِ) ، أَيْ عَلَيْهِ . (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بَلَى) عَلِّمْنِي (فَقَالَ جِبْرِيلُ: فَقُلْ أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ) .. قَالَ الْبَاجِيُّ : قَالَ الْقَاضِي ، وَأَبُو بَكْرٍ : هُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ الْبَارِي، أُمِرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَعَوَّذَ بِهَا . وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمُحَارِبِيُّ : مَعْنَاهُ أَعُوذُ بِاللَّهِ . (وَبِكَلِمَاتِ اللَّهِ) : صِفَاتِهِ الْقَائِمَةِ بِذَاتِهِ، وَقِيلَ: الْعِلْمُ لِأَنَّهُ أَعَمُّ الصِّفَاتِ، وَقِيلَ: الْقُرْآنُ، وَقِيلَ: جَمِيعُ مَا أَنْزَلَهُ عَلَى أَنْبِيَائِهِ ; لِأَنَّ الْجَمْعَ الْمُضَافَ إِلَى الْمَعَارِفِ يَعُمُّ. (التَّامَّاتِ) ، أَيِ الْكَامِلَةِ، فَلَا يَدْخُلُهَا نَقْصٌ وَلَا عَيْبٌ، وَقِيلَ: النَّافِعَةُ، وَقِيلَ: الشَّافِيَةُ (اللَّاتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ) ، لَا يَتَعَدَّاهُنَّ (بَرٌّ) - بِفَتْحِ الْبَاءِ - تَقِيٌّ (وَلَا فَاجِرٌ) : مَائِلٌ عَنِ الْحَقِّ، أَيْ لَا يَنْتَهِي عِلْمُ أَحَدٍ إِلَى مَا يَزِيدُ عَلَيْهَا (مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ) مِنَ الْعُقُوبَاتِ كَالصَّوَاعِقِ (وَشَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا) مِمَّا يُوجِبُ الْعُقُوبَةَ، وَهُوَ الْأَعْمَالُ السَّيِّئَةُ. (وَشَرِّ مَا ذَرَأَ) : خَلَقَ (فِي الْأَرْضِ) عَلَى ظَهْرِهَا. (وَشَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا) مِمَّا خَلَقَهُ فِي بَطْنِهَا (وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) الْوَاقِعَةِ فِيهِمَا، وَهُوَ مِنَ الْإِضَافَةِ إِلَى الظَّرْفِ. (وَمِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ) : حَوَادِثِهِ الَّتِي تَأْتِي لَيْلًا، وَإِطْلَاقُهُ عَلَى الْآتِي نَهَارًا عَلَى سَبِيلِ الِاتِّبَاعِ (إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ) - بِضَمِّ الرَّاءِ - (بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ) .. 

 * زَادَ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ: " فَخَرَّ لَفِيهِ، وَطَفِئَتْ شُعْلَتُهُ ". ) شرح الزرقاني على الموطأ ج4 ص539

* :الإستعاذة الخامسة  


 5- للذين يفزعون في النوم ويرون أحلام مفزعة : وفي ذلك ثلاث روايات (روايتين صحيحة والثالثة مختلف فيها) .. 

 * الرواية الأولى : عَنْ عمرو بن شُعَيْبٍ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ: ( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ ، نقوُلُهُنَّ عِنْدَ النَّوْمِ ، مِنَ الْفَزَعِ : إذا فزع أحدكم في النوم، فليقل: "أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون " ، فإنها لن تضره ) 

 * الرواية الثانية : 

 في النسائي عَنْ عمرو بن شُعَيْبٍ :قال: كان خالد بن الوليد يفزع في منامه فقال:( يا رسول الله إني أروع في المنام فقال: "إذا اضطجعت فقل " بسم الله أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".) 

 *  ( الموضوع) :


 يوجد في رواية بداية التعوذ ب (بسم الله) .. والرواية الأخرى بدون "بسم الله" .. 

 * قال الشيخ زين العابدين المناوي رحمه الله : ( (أعوذ) أَي أَعْتَصِم (بِكَلِمَات الله) أَي كتبه الْمنزلَة على رسله أَو صِفَاته (التامّة) أَي الخالية عَن التناقص وَالِاخْتِلَاف والنقائص (من غَضَبه) أَي سخطه على من عَصَاهُ وإعراضه عَنهُ (وعقابه) أَي عُقُوبَته (وَمن شرّ عباده) من أهل السَّمَاء وَالْأَرْض (وَمن همزات الشَّيَاطِين) أَي نزعاتهم ووساوسهم (وَأَن يحْضرُون) أَي يحومون حَولي فِي شَيْء من أموري لأَنهم إِنَّمَا يحْضرُون لسوء . التيسير شرح الجامع الصغير ج1 ص75 

 * قال الشيخ المظهري رحمه الله : قوله: "من همزات الشياطين"؛ أي: من وساوس الشياطين وإلقائهم الفتنةَ والاعتقاداتِ الفاسدةَ في قلبي. قوله: "وأن يحضرون"؛ يعني: أن يجنِّبني الشياطينَ في الصلاة وقراءة القرآن، وقيل: عند الموت. المفاتيح في شرح المصابيح ج3 ص242 * قلت ( صاحب الموضوع ) : كثير من شراح الحديث يجعلون "همزات الشياطين " مثل "يحضرون" .. فيجعلون كلاهما حضور معنوي بالوساوس .. !! وأرى أن الحضور الشيطاني لا يكون فقط في هيئة وساوس .. بل قد يكون حضور فعليا .. كما حدث في قصة أبي هريرة ..!! فالإستعاذة النبوية .. هي من كل شر شيطاني حساً ومعناً ..!! والله أعلم .. 

 * الرواية الثالثة ( بسند مختلف في صحته) .. جاءت عامة بدون فزع أو خوف : عن علي بن أبي طالب قال .. أمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ : إذا أخذتَ مَضجعَكَ فقُل : ( أعوذُ بوجهِك الكريمِ وَكلماتِك التَّامَّاتِ مِن شرِّ ما أنتَ آخذٌ بناصيتِه ، اللَّهمَّ أنتَ تَكشفُ المأثمَ والمغرَمَ ، اللَّهمَّ لا يُهزَمُ جُندُكَ ، ولا يُخلَفُ وعدُك ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ مِنكَ الجدُّ ، سُبحانَك اللَّهمَّ وبحمدِكَ ) 

 * قال الشيخ الطيبي رحمه الله : قوله: ((بوجهك الكريم)) : وجه الله مجاز عن ذاته عز وجل، تقول العرب: أكرم الله وجهك، بمعنى أكرمك، وقال تعالي:( كل شيء هالك إلا وجه ) أي ذاته. والكريم يطلق علي الشريف النافع الذي يدوم نفعه، ويسهل تناوله. و((الكلمات التامات)) مر تفسيرها، والاستعاذة بها بعد الاستعاذ بذاته تعالي إشارة إلي أنها لا توجد نابضة حركة ولا قابضة سكون من خير أو شر إلا بأمره التابع لمشيئته ، قال تعالي:( إنما أمرنا لشيء إذا أردنا أن نقول له كن فيكون ). ((ما أنت آخذ بناصيته)) أي ما هو في ملكك ، وتحت سلطانك، 

وأنت متمكن من التصرف فيه ما تشاء، والأخذ بالناصية كناية عن الاستيلاء، والتمكن من التصرف في الشيء . وإنما عدل إلي هذه العبارة، ولم يقل: "من شر كل شيء" ، إشعارا بأنه المسبب لكل ما يضر وينفع، والمرسل له لا أحد يقدر علي منعه، ولا شيء ينفع في دفعه ، وإليه أشار بقوله: ((لا يهزم جندك)) ، فإذن لا مفر منه إلا إليه. أقول: وكنى بالأخذ بالناصية عن فظاعة شأن ما تعوذ من شره . قوله: ((المغرم والمأثم)) : المغرم مصدر وضع موضع الاسم ، ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم كالغرم، وهو الدين ، ويريد به ما استدين فيما يكرهه الله تعالي، أو فيما يجوز، ثم عجز عن أدائه، فأما دين احتاج إليه وهو قادر علي أدائه فلا يستعاذ منه. و ((المأثم)) الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو هو الإثم نفسه وضعا للمصدر موضع الاسم . قوله: ((ذا الجَدِّ)) : قد فسر الجد بالغنى، وهو أكثر الأقاويل) شرح المشكاة للطيبي ج6 ص1884

 * قال محققي كتاب جمع الجوامع الإمام السيوطي رحمه الله : ومن غريب الحديث: "المَغْرَم": كالغُرْم. "المَأْثَمُ": الأمرُ الذى يَأْثَمُ به الإِنسانُ أَو هو الإِثْمُ نفسُه. " الجَدِّ ": الصحيح المشهور الجد بفتح الجيم ، وهو الحظ والغنى والعظمة والسلطان .. والمراد : لا ينفع ذا الحظ فى الدنيا بالمال والولد والعظمة والسلطان منك حظه ، أى لا ينجيه حظه منك وإنما ينفعه وينجيه العمل الصالح ) . جمع الجوامع ج2 ص215 


 من التابعين الذين استعاذوا بكلمات الله :


 التابعي : 
كعب الأحبار وسحر اليهود :: (رواه مالك) في باب ما يؤمر به من التعوذ : عَنْ الْقَعْقَاعِ أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَالَ: لَوْلَا كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ لَجَعَلَتْنِي يَهُودُ حِمَارًا فَقِيلَ لَهُ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: " أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَيْسَ شَيْءٌ أَعْظَمَ مِنْهُ وَبِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ وَبِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ ".)

 * قال الشيخ القاري رحمه الله : (أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ) بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ كَانَ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ ; أَيْ عُلَمَائِهِمْ، أَدْرَكَ زَمَنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَسْلَمَ زَمَنَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (قَالَ: لَوْلَا كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ) أَيْ أَدْعُو بِهِنَّ (لَجَعَلَتْنِي يَهُودُ) أَيْ مِنَ السِّحْرِ (حِمَارًا) أَيْ بَلِيدًا أَوْ ذَلِيلًا، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ سَحَرَةٌ ، وَقَدْ أَغْضَبَهُمْ إِسْلَامِي ، فَلَوْلَا اسْتِعَاذَتِي بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ لَتَمَكَّنُوا مِنِّي وَغَلَبُوا عَلَيَّ ، وَجَعَلُونِي بَلِيدًا ، وَأَذَلُّونِي كَالْحِمَارِ ، فَإِنَّهُ مِثْلُ الذِّلَّةِ .. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج4 ص1717

 * توضيح الموضوع :

 هذه الإستعاذة قد استنبطها التابعي من دعاء الرسول .. ولا مانع في ذلك شرعا ان تدعو بدعاء هذا التابعي .. لأنه دعاء إلى الله وتعوذ به سبحانه .. وقد يكون هذا الدعاء قد أخذه عن صحابي قد سمعه من رسول الله .. وقد علم هذا الصحابي هذا الدعاء للتابعي "كعب الأحبار " 

والله أعلم . 

 * ورويت لكم رواية كعب الأحبار .. 

1- حتى تعلموا مدى يقين من يؤمن في كلام الرسول 
2- حتى تعلموا أنه لا كراهة في الدعاء إلى الله سواء بكلام الله او الرسول او بغير ذلك .. طالما ليس فيه ما حرمه الله مثل قطع الارحام او طلب الحرام أو غير ذلك .. وقد ذكرنا قبل ذلك من كلام القرآن والنبي والصحابة بالدليل النقلي والعقلي .. وأخيرا هنا ذكرنا من التابعين ما يؤيد هذا الكلام,

 * ومن يقل برفض الدعاء بغير كلام الرسول .. فهو إنسان قد أخطأ وضل طريق الله ..!! وربنا يهديه ويصرفه عن جماعات السوء التي أضلته عن طريق الله القويم .. آمين . 

 * ولكن طالما هناك دعاء للنبي في المسألة .. فالأفضل أن ندعو به .. حتى تنال بركة الإتباع للنبي وهي مزيد ثواب ومزيد محبة من الله .. فهذا هو الفرق بين دعاء النبي ودعاء غيره .. ولا مانع من أن تجمع بين دعاء النبي ودعاء غيره 

والله أعلم 

 اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم