القائمة الرئيسية

الصفحات

العالم النوراني الملائكي وعلاقته بالمرأة

العالم النوراني الملائكي وعلاقته بالمرأة


ahly1
العالم النوراني الملائكي وعلاقته بالمرأة


العالم النوراني الملائكي وعلاقته بالمرأة


المرأة والروحانيات العالم النوراني الملائكي وعلاقته بالمرأة

.. المرأة تسلم عليها الملائكة .. .. 

القرآن والحديث يرتقي بالمرأة لتتصل بالملأ الأعلى .. .. الكشف النوراني ليس سببا للقرب من الله !! .. .. قد تكون مكاشفا .. ولكن قد تكون ملعونا !! .. 

 * فهرس الموضوع : 


1- المرأة وعالم الملائكة ؟ 
2- كيف نستقبل إشارات العالم العلوي الملائكي ..؟ 
3- المرأة تسلم عليها الملائكة - فاحترسي من وسواس الشيطان ؟ 
4- من أكرمهن الله بسلام الملائكة - السيدة خديجة والسيدة عائشة ؟ 
5- من أكرمهن الله ببشارة الملائكة - السيدة فاطمة الزهراء ؟
6- الكشف النوراني ليس سببا للقرب من الله ؟ 
7- حتى لا يخدعكن الروحانيين والمتمصوفة ؟
8- قد تكون من أهل الكشف .. ولكن ملعون في نفس الوقت ؟ 
9- هكذا يضلهم الشيطان (المتمصوف والمتمسلف) ويضل بهم آخرين ؟ 
10- مَن يقل لك سأفتح لك كشفا روحيا .. فهو من الأكذبين أعمالا ؟
11- لماذا لم يرى سيدات بيت النبوة الملائكة ؟ 
12- أم موسى - امرأة أوحى لها الله ؟
13- كيف علمت أم موسى أن هذا ليس خاطر شيطاني ؟
14- مثال للخاطر اليقيني التي نزل في نفس أم موسى حتى قامت بتنفيذه ؟
15- الخواطر المَلكية .. خصائصها وكيف تحدث ؟ 
16- السيدة سارة تسمع الملائكة وتكلمهم ويردوا عليها ؟ 
17- الله يُرسل سلاما على يد مَلك لامرأة بدوية صنعت معروفا ؟ 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مرحبا بكم في

"المرأة الإنسان الكامل الصديق" هنا نتكلم عن علاقة المرأة بالروحانيات العلوية .. أي علاقتها بالعالم النوراني الملائكي .. 

 * والغرض من هذا الجزء .. هو أن تعرف المرأة أنها لها من الكمالات مثلما للرجل تماما .. "ماعدا النبوة والرسالة" .. وأن الدين الإسلامي قد أكرمها كرامة كبيرة ورفع من قدرها حتى رزقها التواصل مع العالم العلوي الشريف ..

 * وهذا الجزء ما هو إلا استكمالا للكرامات العظيمة للمرأة صاحبة القدر الرفيع في ضوء القرآن الكريم ..

 * لو سمحتم هذا الجزء مهم جدا .. فاقرأوه بهدوء شديد .. ففيه معلومات قيمة جدا .. خاصة بالكشف وعلاقته بأهل الإيمان .. 

 نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

المرأة وعالم الملائكة :


 يجب أن تعرفي سيدتي المرأة أن الإسلام لم يمنعك من التواصل مع الأرواح العلوية الشريفة .. فكما أنكي فيكي من روح الله .. فأنت لكي قابلية على أن تجمعي بين عالم النار وعالم النور .. فروحك لها المقدرة على استقبال إشارات من كلا العالمين .. 

 * ولكن كيف نستقبل إشارات العالم العلوي الملائكي ..؟ دائما حينما يخطر على بالنا الملائكة .. فنحن ننظر إلى السماء منتظرين نزول ملك كريم ليغيرحياتنا أو يأتي بمعجزة ..!! فأنت لستي في حاجة يا سيدتي إلى أن تنتظرين نزول ملك من السماء ليغير حياتك .. لأنكي بالفعل معك ملك ملازم لكي .. فلماذا تنظرين للبعيد في حين هو قريب منك جدا ..!! 

 * فكل ما عليكي فعله .. هو أن ترتقي بعلاقتك مع الله .. وستجدي القرين الملكي يتفاعل معاكي وتبدأ الخواطر الطيبة تتوالى عليكي .. بما يقربك من الله أو بتحذيرك مما يبعدك عن الله أو بما يعينك على ذكر الله أو بما يذكر بأوقات العبادات .. أو أو أو .. لكن فقط ارتقي بعلاقتك مع الله .. وأمسكي لسانك .. لأنه أكبر مساقط الطريق إلى الله ..!!


المرأة تسلم عليها الملائكة :


فلا تستمعي لوسواس الشيطان ولا المشايخ المتمسلفة :: سأذكر لكم ما جاء به الخبر الصحيح في سلام الملائكة عليهن .. منهن بعض سيدات بيت النبوة مثل السيدة خديجة والسيدة عائشة .. ولكن لا أقول أن هذا حدث لكل سيدات بيت النبوة .. !! وذلك حتى تفهمي أن الأمر لم يحدث لأنهن في بيت النبي أو كرامة للنبي .. ولكن السلام قد جاء لهن بسبب علاقتهن مع الله .. فأكرمهن الله بهذا السلام وكان سيدنا النبي واسطة تشريف لهن في ذلك ..!! 

 * فلا تجعلي الوسواس يُخاطِرِك ويقول لك .. : هذه أمور كانت تحدث لسيدات بيت النبوة .. وأنتي لستي منهن .. وأين أنتي من سيدات بيت النبوة ..!! لا .. فهذا وسواس شيطان يريد إبعادك عن طريق الله .. لسببين : 1- لأن هذا لم يحدث لكل سيدات بيت النبوة ..!! 2- وطبعا اثبتنا لك سابقا .. أن الملائكة محيطة بك .. إحاطة كاملة .. ولا ينقصك شيء سوى أن تثقي في الله .. لأنه يوجد مَلك ملازم ليكي طول الليل والنهار .. (راجعي ما قلناه سابقا) .. فأنتي لا ينقصك شيء سوى الإيمان والتقوى ..

(1) السيدة خديجة عليها السلام :

 * ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - ، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ -أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ- فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ .) ..

 * وفي رواية : ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخديجة: هذا جبريل يقرئك السلام من ربك فقالت: الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام، إنما قالت: السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام ) 

 * شرح : ( قال النووي: هذا الحديث من مراسيل الصحابة لأن أبا هريرة لم يدرك أيام خديجة فهو محمول على أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم أو من صحابي ولم يذكر أبو هريرة أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم .. ومراسيل الصحابة حجة عند الجماهير ). فتح المنعم بشرح صحيح مسلم ج9 ص371 

 * شرح : ( قوله: ((فأقرئها من ربها السلام)) أي: أخبرها. قال الحافظ: (( زاد الطبراني في الرواية المذكورة: فقالت: هو السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبرائيل السلام . 

 * قال العلماء: في هذه القصة دليل على وفور فقهها، لأنها لم تقل : وعليه السلام ، عرفت أن الله لا يرد عليه السلام، كما يرد على المخلوقين ؛ لأن السلام اسم من أسمائه - تعالى -، وهو دعاء بالسلامة ، وذلك لا يصلح أن يرد به على الله . ويستفاد منه رد السلام على من أرسل السلام ، وعلى من بلغه .

 * ( واستدل بهذه القصة على أن خديجة أفضل من عائشة ؛ لأن الله أرسل إليها السلام ، وأما عائشة فأرسل إليها السلام جبرائيل ) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري ج2 ص370 

 * ( والصخب : الصياح والمنازعة برفع الصوت . والنصب : التعب . 

* قال السهيلي : مناسبة نفي هاتين الصفتين : أنها أجابت النبي - صلى الله عليه وسلم – طوعاً ، ولم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ، ولا تعب في ذلك ، بل أزالت عنه كل نصب ، وآنسته من كل وحشة ، وهونت عليه كل عسير ، فناسب أن يكون بيتها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها . )) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري ج2 ص370 

 * وقال صاحب فتح المُنعم .. فقال : ( ( وبشرها ببيت في الجنة من قصب ) .. قال جمهور العلماء : المراد به قصب اللؤلؤ المجوف ، والقصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف ويقال لكل مجوف قصب وقال ابن التين : المراد به لؤلؤة مجوفة واسعة كالقصر المنيف .. وعند الطبراني في الأوسط "يعني قصب اللؤلؤ" وعنده في الكبير "بيت من لؤلؤة مجوفة" وعنده في الأوسط ، من حديث فاطمة رضي الله عنها قالت : ( قلت : يا رسول الله أين أمي خديجة ؟ قال : في بيت من قصب قلت : أمن هذا القصب ؟ ) .. تقصد النبات المعروف الحلو ؟ تَخيَّلَتُهُ منسوجة حوائطهُ بعيدان القصب ، بدلا من أعواد الحطب والجريد التي يقيمونها حوائط ويغلفونها بالطين ، .. ( قال: لا من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت ) . 

 * والمراد بهذا "البيت" بيت وقصر زائد على ما أعده الله لها من ثواب عملها أي بيت صفته كذا وكذا هدية خالصة لا دخل لعملها في تحصيله وعلى هذا فسر قوله.. (لا صخب فيه ولا نصب) أي لا نصب ولا تعب منها في تحصيله ، والصخب بفتح الصاد والخاء الصياح والمنازعة برفع الصوت ) . فتح المنعم بشرح صحيح مسلم ج9 ص371 

 * شرح : 


( وروى أَبُو الْقَاسِم بن مطير بِإِسْنَادِهِ عَن فَاطِمَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا ، سيدة نسَاء الْعَالمين أَنَّهَا قَالَت: (يَا رَسُول الله أَيْن أُمِّي خَدِيجَة ؟ قَالَ : فِي بَيت من قصب، لَا لَغْو فِيهِ وَلَا نصب، بَين مَرْيَم وآسية امْرَأَة فِرْعَوْن. قَالَت: يَا رَسُول الله) أَمن هَذَا الْقصب ؟ قَالَ : لَا من الْقصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت . 

 * فَإِن قلت : قَالَ : من قصب ، وَلم يقل : من لُؤْلُؤ وَنَحْوه ؟ قلت: هَذَا من بَاب المشاكلة لِأَنَّهَا لما أحرزت قصب السَّبق إِلَى الْإِيمَان دون غَيرهَا من الرِّجَال وَالنِّسَاء ذكر الْجَزَاء بِلَفْظ الْعَمَل، وَالْعرب تسمي السَّابِق مُحرز الْقصب. 

 * فَإِن قلت: كَيفَ بشرها بِبَيْت وَأدنى أهل الْجنَّة منزلَة من يُعْطي مسيرَة ألف عَام فِي الْجنَّة، كَمَا فِي حَدِيث ابْن عمر عِنْد التِّرْمِذِيّ؟ قلت: قيل: بِبَيْت زَائِد على مَا أعده الله لَهَا من ثَوَاب أَعمالهَا. وَقَالَ الْخطابِيّ: الْبَيْت هُنَا عبارَة عَن قصر، ألاَ يرى قد يُقَال لمنزل الرجل: بَيته ، وَيُقَال فِي الْقَوْم: هَل هُوَ أهل بَيت شرف وَعز ؟ 

 * وَقَالَ السُّهيْلي ما ملخصه : أَنه من بَاب المشاكلة لِأَنَّهَا كَانَت ربة بَيت فِي الْإِسْلَام وَلم يكن على وَجه الأَرْض بَيت إِسْلَام إلاَّ بَيتهَا حِين آمَنت، وَجَزَاء الْفِعْل يذكر بِلَفْظ الْفِعْل، وَإِن كَانَ أشرف مِنْهُ ، كَمَا قيل: من بنى لله مَسْجِدا بنى الله لَهُ مثله فِي الْجنَّة ، لم يرد مثله فِي كَونه مَسْجِدا وَلَا فِي صفته ، وَلكنه قَابل الْبُنيان بالبنيان أَي: كَمَا بنى بني لَهُ ). عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج16 ص279 * شرح : ( ( فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ) ، زاد الطبراني : ( فقالت: هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام ) ، وقد استدل أبو بكر بن أبي داود على تفضيل خديجة على عائشة ، لأن عائشة سلم عليها جبريل من قبل نفسه ، ولم يبلغها السلام من الله .) التوشيح شرح الجامع الصحيح ج6 ص2405 

من أكرمهن الله بسلام الملائكة :


(2) السيدة عائشة ::.. 2- السيدة عائشة رضي الله عنها يقرئها جبريل السلام : ( قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : إِنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها – قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا: « يَا عَائِشَ ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ » . فَقُلْتُ : وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، تَرَى مَا لاَ أَرَى . تُرِيدُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم ) . 

 * إشارة فقهية : ( وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ بَعْثِ السَّلَامِ وَيَجِبُ عَلَى الرَّسُولِ تَبْلِيغُهُ وَفِيهِ بَعْثُ الْأَجْنَبِيِّ السَّلَامَ إِلَى الْأَجْنَبِيَّةِ الصَّالِحَةِ إِذَا لَمْ يُخَفْ تَرَتُّبُ مَفْسَدَةٍ وَأَنَّ الَّذِي يَبْلُغُهُ السَّلَامُ يَرُدُّ عَلَيْهِ .. ) . اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح ج10 ص335 ، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ج6 ص142 ، الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري ج15 ص29 ، شرح النووي على مسلم ج15 ص211 ، الفتح الرباني شرح مسند أحمد ج22 ص125 ، التوضيح لشرح الجامع الصحيح ج19 ص88 

 * ( وَفِيهِ بَعْثُ الْأَجْنَبِيِّ السَّلَامَ إلَى الْأَجْنَبِيَّةِ الصَّالِحَةِ إذَا لَمْ يَخَفْ تَرَتُّبَ مَفْسَدَةٍ وَبَوَّبَ عَلَيْهِ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ (سَلَامُ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ) ) . طرح التثريب في شرح التقريب ج8 ص108 

 * ملحوظة : معنى كلمة "الأجنبية" في كلام الفقهاء .. هو المرأة الغريبة عنك من غير المحارم .. مثل بنت خالتك أو بنت عمتك .. أو جارتك أو زميلتك في العمل أو الدراسة .. أو ما شابه .. أقول لك ذلك .. حتى لا تفهم ولا تظن كما يظن البعض أن كلمة الأجنبية .. يعني "الناطقة باللغة الأجنبيه" ههههه !


 من أكرمهن الله ببشارة الملائكة :


 (3) السيدة فاطمة ::.. 3- المَلَك يبشر بمكَانِة ومَنزِلة السيدة فاطمة رضي الله عنها : ( من حديث حذيفة - رضي الله عنه -: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - مَلكٌ من السماء استأذن أن يسلم عليه -لم ينزل قبلها- قال: " فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة " ) ..

من فضلِك : اقرئي هذا الجزء بهدوء :

حتى لا يخدعكن الروحانيين والمتمصوفة :: ..:: الكشف النوراني ليس سببا للقرب من الله ::.. هذا الجزء مهم جدا .. حتى تنتبهي لشيء .. وهو أن ليس كل سالكي الطريق إلى الله .. من الممكن أن يحدث لهم كشف أو يشاهدوا رؤى منامية أو غير ذلك .. حتى تشعرين بأنك قريبة من الله ...!! 

 * لا .. هذا خطأ .. ومسقط من مساقد الشيطان لكثير ممن يسلكون الطريق .. حيث أن الشيطان يلعب بعقول البعض ويقول لهم : لو كنتم مقبولين لكنتم شاهدتم ورأيتم مثل فلان وفلان .. ولكنكم محجوبون .. ولا داعي لتتعبوا أنفسكم بالذكر .. فلو كان الله يريدكم لفتح عليكم وشاهدتم كما يشاهد الآخرون ..!! حتى يحدث لك إحباط في العزيمة .. وتبتعد عن الذكر ..!! 

 * انتبهي سيدتي المرأة لشيء مهم جدا : في الأحاديث السابق ذكرها (السيدة خديجة والسيدة عائشة) .. وهو أن السيدة عائشة رضي الله عنها لم يكن لديها كشف روحاني .. حيث قالت : (ترى ما لا أرى) .. وكذلك السيدة خديجة لم ترى جبريل عليه السلام .. 

 * فهل عدم رؤية الملائكة قد منعها أن تكون من المقربين ومن المحبوبين عند رب العالمين ؟ أو منعها أن تسلم عليها الملائكة ؟ ..

 * نقول ذلك لمن يبحثون عن الكشف ويلهثون وراء الكشف الروحاني (الوهم الروحاني) .. وكأنه علامة للقرب من الله ..!!

قد تكون مكاشفا .. ولكن ملعونا في نفس الوقت !

 * وقد أثبتنا لكم سابقا أنك قد تكون من أهل الكشف .. ولكن ملعون في نفس الوقت .. مثل إبليس الذي كاشف الملائكة العلوية وتكلم مع الله .. ومع ذلك فحقيقته أنه ملعون .. !! ومثل السحرة وكثير من الروحانيين الملعونيين بلعنة الشيطان .. الذي يمنحهم الكشف لينبهروا به ..!!

 * ومن الذين فُتينوا بهذا كثير من المتمصوفة وفي عصرنا هذا أصبح المتمسلفة أيضا باحثون عن الجن والآثار واستباحة فك السحر بالسحر ..!! 

فالشيطان يمنح هؤلاء الكشف (متمصوف ومتمسلف) .. فلماذا يمنحهم الكشف ؟


 * بالنسبة للمتمصوف : حتى يشبعهم ويفتنهم ويعتقدوا في أنفسهم .. !! ثم يستدرجهم شيئا فشيئا لهتك الأعراض وفضح الأسرار .. ثم يرسلهم لبعض الطرق المتمصوفة "الضعيفة أو المنحرفة" .. ليفتنوا بعض الناس هناك .. ليظنوا فيه الولاية .. حتى ولو لم يكن يصلي .. !! فيطيب لبعض الضعفاء الموجودين في هذه الطريقة المتمصوفة أن يكون مثل هذا الروحاني الضال حتى يكاشف مثله .. وهكذا تستمر السلسلة تتناقل .. من فاسد إلى فاسد إلى فاسد ..!! 

 * ومن هذا الباب ظهر الفساد على كثير من الطرق المتمصوفه من باب الكشف .. لأنهم تساهلوا فيه جدا .. بخلاف الصوفية الأوائل .. فكانوا أقوياء جدا في المعرفة الربانية ولا ينقلون مكاشفاتهم ..!! 

 * وبالنسبة للمتمَسلف ذو اللحية المزيفة : وفي العصر الحالي أصبح كثير من الجماعات المتمسلفة يبحثون عن الجن وطرق الاستعانة بهم في العلاجات وفتح المقابر الفرعونية .. ويقولون أن بعض العلماء أجاز الاستعانة بالجن ويذكر كلام لابن تيمية .. ويستدلون بكلام للإمام أحمد بن حنبل أنه أباح العلاج بالسحر وفك السحر بالسحر .. وهؤلاء المشايخ كاذبون ولا تدخلوهم بيوتكم أبدا .. فإنهم شيطان .. لأنهم خدام جن .. وعبيد شهوة .. ويتزينون بذقن وجلباب (لزوم النصب) .. ويفعلون ما لا يرضي الله ورسوله .. ولكنهم ينطقون بكلام الله ورسوله .. ويستبيحون ما هو غير مباح .. فأؤلئك عدو لكم فاحذروهم .. ولا تجعلوهم يعرفون أو يرون أي امرأة أو أنثى في بيوتكم لو دخلوها .. إياكم إياكم إياكم .. فاحذروهم ولا تخالطوهم ..! 

أيها المسلمون كفاكم بحثا عن أوهام روحانية :


 * كفاكم أوهام وبحث عن أوهام .. لأنها ليست مطلوب ديني أو شرعي .. ولا تنبهروا بمَن لديه كشف .. لأنه ببساطة قد يكون شيطان ..!! فإذا كان الكشف الروحاني أكثره وأغلبه أكاذيب .. والكشف الملائكي ليس علامة قرب من الله .. وإلا لكانت السيدة خديجة والسيدة عائشة طلبتا مثل هذا الكشف .. من النبي أن يفتح لهن هذا الكشف ..؟ 

 * فإذا كان الأمر كذلك .. فلماذا يلهث الناس وراء هذه الأمور ..؟ 


 إلا لطمع نفسي لإشباع حظوظ النفس ، ولمرض في القلب ناشيء من سقوط في العلاقة مع الله .. ولكنه يجدها مع الجن والشيطان ..!!

 * وفي هذا إشارة أيضا .. أن من يقل لك سأفتح لك كشفا روحيا .. فهو من الأكذبين أعمالا .. لأنه يكذب على الله ورسوله .. حيث يقول تعالى ( #إِنَّا #فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً ) الفتح1 .. ويقول تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ #لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) الأعراف96 

 * فتأمل كلام الله .. ونسأل سؤالين : الأول : من الذي فتح للنبي فتحا مبينا ؟ الجواب : هو الله .. تأمل الحروف المظللة في الآيات . الثاني : ما هي أسباب الفتح لبركات السماء والأرض ؟ الجواب : بالإيمان والتقوى .. 

 * فمن يقل لك سأفتح لك كشفا رباني .. فاعلم أنه كذاب يقينا .. واعلم أنه سيمنحك كشف روحاني ملعون لتكون في حضرة الشيطان .. !! وليس فتح رحمن .. لأن فتح الرحمن لا يفتحه إلا الرحمن .. لمُن اتقى وكان من أهل الإيمان ..!! 

 * ومعنى الإيمان : هو العمل بمنهج (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .. وليس فقط أن تقول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) .

 تابع : الكشف وسيدات بيت النبوة :

 سؤال مهم : لماذا لم يرى سيدات بيت النبوة الملائكة ؟


 * هل كان لنقص في إيمانهن ؟ 

* أم لأنهن لم يكن لديهن الشفافية الكافية لرؤية الملائكة ؟ 

* أم لسبب آخر ؟ 

* نعم يوجد عدة أسباب جالت بخاطري ..أذكرها لكم : 1- أدبا لحضرة الرسول .. أي لمقام الرسول .. فإذا ظهروا له .. لا يظهرون لغيره .. لعلو المقام النبوي على غيره .. وقد رأيت كلام طيب لصاحب فتح المنعم بشرح مسلم .. حيث يقول : ( قيل: إنما بلغها جبريل عليه السلام من ربها بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم احتراما للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك وقع له لما سلم على عائشة ، ولم يواجهها بالسلام بل راسلها مع النبي صلى الله عليه وسلم .. لكن قد واجه مريم بالخطاب .. قيل: لأنها لم يكن معها زوج و يحترم معه مخاطبتها .) فتح المنعم بشرح صحيح مسلم ج9 ص371 2- وحتى لا يظن أحد فيهن أنهن يوحى إليهن .. فيحدث خلط على عقول العامة .. !! 3- وحتى لا ينشغلن بالكشف .. عن عبادة الله .. فتصبح عبادتهن طلبا للكشف وليس لله ..!! 4- ولأن التبليغ النبوي لهن أقوى من الكشف .. لماذا ؟ لأن التبليغ النبوي لا شك فيه مطلقا .. ولكنهن قد يتهمن الكشف فيحسبن أنه شيطان أو تلاعب بهن من عالم الجن ..!! ولذلك كان التبليغ النبوي أشرف وأكرم وأقوى من الكشف الروحي .. لأنه بلاغ من الله في الأصل .. فهو وحي يوحى إليه بالسلام من الله إليهن .. فهل بعد ذلك كرامة ..!! 

 نموذج آخر من النساء في القرآن :


 أم موسى - امرأة أوحى لها الله :

 ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) القصص7 

 * ( يقول الحق جلّ جلاله : " وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى " بالإلهام ، أو بالرؤيا ، أو بإخبار ملك كما كان لمريم ، وليس هذا وحي رسالة ، فلا يلزم أن تكون رسولاً ) البحر المديد ج4 ص231 # ما هو الوحي ؟

 * ( الوحي هو إعلام بخفاء ، وليس الأمر مقصوراً على الحق سبحانه وتعالى ، بل يصح أن يكون الوحي من الله، أو من الشياطين ، أو من جنود الشياطين . وقد يكون الوحي إلى الجماد وإلى الحيوان وإلى الملائكة وإلى الإنسان . 

* وعندما نحدد معنى الوحي فإننا نقول : الوحي : في اللغة إعلام بخفاء من أيّ - سواء أكان من الله أم من الشياطين - ولأي ما - سواء للأرض أو للحيوان أو للإنسان - وفي أيِّ - سواء في خير أو شر - ). تفسير الشعراوي ج5 ص2824 ..

 * ( فالله تعالى يوحي للملائكة : ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الملائكة أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الذين آمَنُواْ ) الأنفال: 12 .

 * ويُوحى إلى الرسل : ( إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إلى نُوحٍ والنبيين مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إلى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) النساء: 163 . 

 * ويُوحي للمؤمنين الصادقين في خدمة رسول : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحواريين أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي ) المائدة: 111 .

 * يوحي إلى النحل ، بل وإلى الجماد : ( إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا وَقَالَ الإنسان مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا ) الزلزلة: 15 . 

 * وقد يكون الإعلام والوحي من الشيطان : ( وَإِنَّ الشياطين لَيُوحُونَ إلى أَوْلِيَآئِهِمْ ) الأنعام: 121 . 

 * ويكون من الضالين : ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القول غُرُوراً ) الأنعام: 112 . 

 * فالوَحْي إلى أم موسى كان وَحْياً من المرتبة الرابعة بطريق النَّفْث في الروع ، أو الإلهام ، أو برؤيا ، أو بملَك يُكلِّمها ، هذا كله يصح .. وهذا الوحي من الله ، وموضوعه ( أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليم ) القصص: 7 ) تفسير الشعراوي ج17 ص 10882 

 * ( لم يأت إلى أم موسى رسول يُوحى إليها . لكن الأمر قد استقر في ذهنها .. وقد تعب العلماء كثيراً ليقربوا معنى الوحي لأذهاننا ، فقالوا عنه : إنه عرفان يجده الإنسان في نفسه ولا يعرف مصدره ، ومع هذا العرفان دليل أنه من الله . ولذلك لا يطلب العقل عليه دليلاً . والذي يصّدق على هذا هو أننا سمعنا قول الحق : ( وَأَوْحَيْنَآ إلى أُمِّ موسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليم ) . تفسير الشعراوي ج5 ص2824 

 * كيف علمت أم موسى أن هذا ليس خاطر شيطاني ؟ 


 * ( ونحن لا بد أن نتنبه إلى قول الحق : ( فَأَلْقِيهِ فِي اليم ) والإنسان العادي لو قال لامرأة تحمل رضيعها: إن خفت على ابنك فألقيه في البحر . هذه المرأة لن تُصدّق هذا القائل ، لكن أم موسى تلقت هذا الوحي من الله ، والتّلقّي من الله لا يُصادمه فكر شيطان ولا فكر بشر، فالإلهام من الله يتجلّى في قوله : (وَأَوْحَيْنَآ إلى أُمِّ موسى) . وما دام الله هو الذي ألهمها ، فإن خاطر الشيطان لا يجيء . ولذلك قامت أم موسى بتنفيذ أمر الله . ويطمئنها الله فقال لها : ( وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تحزني إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المرسلين ) ) . تفسير الشعراوي ج3 ص1888 

 * ( اجمعوا الدنيا كلها وقولوا لامرأة : إن خفت على ابنك فألقيه في البحر ، هل تصدق الأم ذلك؟! لا يمكن .. !! هذا وإن كان مخالفاً لسنن العادة إلا أن أم موسى سارعت لتنفيذ أمر الله سبحانه ؛ لأن أوامر الله بالإلهام للمقربين ، لا يأتي لها معارض في الذهن .) تفسير الشعراوي ج11 ص6634,

 * ( أم موسى أخذت هذا الأمر كقضية مسلم بها ، فساعة دخل الإيحاء من الله إلى قلبها ، أو الإعلام بخفاء إلى وجدانها آمنت به ، ومادام الإعلام من الله فلا شيطان يزاحمه ، بل يدخل إلى النفس فتستقبله استقبال اليقين والإيمان بلا مناقشة ) . تفسير الشعراوي ج5 ص2824 * معلومة مهمة : طريقة وحي القرآن : ( والقرآن الكريم لم يأْتِ بالإلهام ولا بالكلام من وراء الغيب والحُجُب ، إنما جاء عن طريق رسول مَلَك نزل به على رسول الله ، فثبت القرآن من هذا الطريق ) . تفسير الشعراوي ج19 ص11913 ( ثبت القرآن بالوحي عن طريق الرسول الملَك ، ولم يثبت بالإلهام أو النفث في الرَّوْع ، أو الكلام من وراء حجاب ) . تفسير الشعراوي ج19 ص11914,

: فإذا قلت : نريد مثال يوضح في عقولنا .. هذا الخاطر اليقيني التي نزل في نفس أم موسى لدرجة أنها قامت بتنفيذه ؟

 *الموضوع :


لخواطر مثلها مثل المشاعر والأحاسيس .. إلا أنها تترجم لمعاني يفهمها الذهن .. فمثال ذلك من يشعر بالخوف .. فهل يحتاج إلى دليل أو برهان أو شك منك في أنك خائف أم لست خائف ؟ أو من يشعر بالألم .. فهل يحتاج إلى دليل أو برهان أو شك .. حتى يقول هو يتألم أم لا يتألم .. ؟ 

 * ومثال ذلك من القرآن (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ) .. وإلقاء الرعب هو تعبئة القلب بالخوف الذي لا يستطيع الإنسان مواجهته .. فهذا أمر أصبح يقيني في نفوس الكفار حتى خضعوا لهذا الخوف المرعب ورحلوا عن المؤمنين .. مثلما حدث في غزوة الأحزاب .. 

 * فكذلك الحال .. مع مَن يتعاملون مع الله .. في محراب (إياك نعبد وإياك نستعين) .. تتجسد أحاسيسهم في داخلهم وكأنها رسالة يقين يفهمها الذهن بطريقة لا تحتمل شك أبدا .. 

 * فحينما يُقذف نور الحق في قلوبهم فهم يعلمون أنه من الله وليس من غيره يقينا لا يحتمل شكا أبدا .. وأحبُ تسميتُها ب "رسائل نور الحق" أو " خواطر النور" .. لأنها خواطر من نور يقذفها الله في قلب العبد المؤمن الواقف في محراب عبوديته بين ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .. !! 

مزيد من البيان :

 (الخواطر المَلكية .. خصائصها وكيف تحدث ؟) 


 * وعموما الخاطر المَلكي .. يهجم عليك مرة واحدة .. ودون تفكير مسبق منك في شيء .. 

 * وقد يصاحب ذلك غالبا شيء من البرودة اللطيفة حينما ينفصل عنك .. وليس وهو يخاطرك .. لأنه أثناء مخاطرته لك تشعر بسخونة .. لحدوث تحميل ثقيل عليك .. ثم حينما يذهب عنك .. تبدأ تشعر ببرودة لطيفة أو برودة قوية .. 

 * وهذه أمور تتوقف على قوة المعرفة التي تتلقاها من الخواطر وطول الفترة الزمنية التي يحدث فيها ذلك .. !! وهذه البروة ليست صفة ملازمة .. لأن هذا الأمر يتوقف على قوة المعرفة التي تحصل عليها .. وطول الفترة الزمنية ..

 * وكلما كانت المعرفة تتعلق بالحروف القرآنية .. كانت شديدة جدا وتحميلها ثقيل جدا ..!! 

 * وكلما كانت معرفة خاصة بشرح أو توضيح آية أو حديث .. كلما كان الأمر ميسرا وسهلا .. بدون تحميل ولا سخونة ولا برودة .. ولكنه يكون مثل نسمة هواء تستنشق منها معاني نورانية وكأنك لأول مرة تحس أو تشعر بها .

 * لمحات من حياتي : كنت في أثناء عزلتي عن الناس في الماضي "وقت الدراسة الجامعية" .. كانت الخواطر تختلط علي .. ولكن مع مرور الوقت أصبحت اسمع الخاطر .. من ظاهر قلبي بدرجة نقاء عالية المستوى بما لا يحتمل شك أبدا .. ثم أصبحت اسمع من مكان ما بداخل قلبي .. ثم أصبحت اسمع من مكان أعمق بداخل قلبي .. وكل مسمع من هؤلاء كان خاص بصوت روحاني معين .. وتذكرت دعاء النبي (اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك) ..!! 

 * ثم في مرحلة لاحقة بعد عدة أعوام .. كنت مواظب على الصلاة على النبي بالآلاف يوميا .. ولم أكن أفعل شيء غير قراءة الحزب الصغير "حزب الباقيات الصالحات" صباحا ومساءا .. وماعدا ذلك فكنت مثل المجنون بالصلاة على النبي بالصيغة العادية .. (اللهم صل على سيدنا محمد) .. 

 * حتى حدث أمر عجيب مع مرور الأيام .. واعتقد حدث ذلك في أواخر الشهر الثالث من كثرة الصلاة على النبي تصل لأكثر من عشرة آلاف باليوم .. فقد حُرِمت النوم تماما .. مع كمال الصحة والعافية والذهن القوي جدا .. ثم تطور الحال إلى أن أصبحت اسمع قلبي ينطق باللفظ (وليس صوت في صدي) ويصلي على النبي .. وكأنه ظهرت له شفاه ولسان .. ويصلي على النبي .. حتى أصبحت أنظر إلى قلبي متعجبا .. وعقلي يتعجب ويتسآئل كيف ينطق القلب بهذا الصوت الواضح الصحيح بالصلاة على النبي .. مثلما أصلي تماما بلساني على النبي ..!! 

 * وكانت هذه المرة الأولى التي أشعر فيها .. بكيف يجتمع ذكر اللسان مع ذكر القلب .. (واستمر هذا الحال لعدة أيام) .. !! ولكني لم أحظى يوما بجمعية الذكر الكلي ( العقل والروح مع اللسان والقلب ) .. !! لقلة عملي مع الله من ناحية .. وكثرة ذنوبي من ناحية أخرى ..!!.. الله أعلم .. 

 * نسأل الله أن يطهر ظاهرنا وباطننا .. بما يحب ويرضى .. آمين ..


السيدة سارة والملائكة :

تسمع الملائكة وتكلمهم ويردوا عليها :: ( وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ . قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ . قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ) هود69-73 

 * لو تأملتن كلام الله .. ستعرفن أن الملائكة بشرتها (فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) .. ثم أكدت لها الأمر الإلهي حينما تعجبت من كلامهم فقالوا (قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ) .. 

 * المقصد من ذلك .. أن السيدة سارة سمعت كلام الملائكة .. وتكلمت مع الملائكة وتحاورت معهم .. وهي لم يصفها القرآن بكونها صدِّيِقَة .. بل مجرد إنسانة مؤمنة صادقة .. عليها من رحمة الله وبركاته .. بسبب إيمانها وتقواها .

 * فأنتي أيتها المرأة إنسان مُكَرَّم مِن الله .. له علاقة مع ملائكة الله تعالى .. تسمعهم وتكلمهم ويكلموها .. ولكن لا يوجد مخلوق يستطيع أن يأمر أو ينهى الملائكة .. 

 * من فقه الآية فيما يخص المرأة : 


 * ( منها : استحباب خدمة الضيف ولو للمرأة ، لقول مجاهد: وامرأته قائمة أى في خدمة أضياف إبراهيم .. وخدمة الضيفان من مكارم الأخلاق . ومنها : جواز مراجعة الأجانب في القول ، وأن صوتها ليس بعورة .) التفسير الوسيط لطنطاوي ج7 ص244 نقلا عن تفسير القاسمي 

 * ( امْرَأَةَ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ- كَانَتْ حَاضِرَةً تُقَدِّمُ الطَّعَامَ إِلَيْهِمْ ، فَإِنَّ عَادَتَهُمْ كَعَادَةِ الْعَرَبِ مِنْ بَعْدِهِمْ أَنَّ رَبَّةَ الْمَنْزِلِ تَكُونُ خَادِمَةَ الْقَوْمِ .) التحرير والتنوير ج12 ص118 

 * سيدتي المرأة : ذكرت لكي من فقه الآية .. حتى تفهمين أمور يحجبها بعض الدعاة والمشايخ المتمسلفه .. اعتقادا منهم في حجب المرأة عن كل شيء وكأنها إنسان معدوم أو نَكِرَه لأنه بلا عقل .. فهي مثل أرنب يذهب للإختباء في جحره ولا حق له سوى ما يُلقى إليه من فضلات الطعام .. ثم ترتقي في المعاملة معه لتكون مِرحَاضا جنسيا لهم ..!! 

 * وإنهم لكاذبون على الله ورسوله من يظنون ذلك الظن في المرأة .. ويكفي أنهم بذلك الوصف قد وصفوا أمهاتهم .. وبالتالي فهذه هي أوصافهم هم في الحقيقة .. بل ويكفي أن القرآن شاهد على كذبهم وما يفترون .. وقد أثبتنا لك أن المرأة في القرآن والحديث هي إنسان كامل وصدِّيق ..!!

الله يُرسل سلاما على يد مَلك لامرأة بدوية صنعت معروفا :

 هذه قصة لطيفة توضح لك فضل الله الكريم على عبادة وعلى امرأة بدوية لا تعرف شيئا سوى أنها صنعت معروفا في يوم فكافأها الله عليه في وقت لاحق .. فقد جاء في الحديث : ( أَتَى سائلٌ امرأةً وفي فَمِها لقمةٌ ، فأَخْرَجَتِ اللقمةَ فلَفَظَتْها فناوَلَتْها السائلَ ، فلم تَلْبَثْ أن رُزِقَتْ غلامًا ، فلما تَرَعْرَع جاء ذئبٌ فاحتمله ، فخرجت أمُّه تَعْدُو في أَثَرِ الذئبِ وهي تقولُ : ابْنِي ابْنِي ، فأمر اللهُ مَلَكًا : الْحَقِ الذئبَ ، فأخذ الصبيَّ من فِيهِ ، وقال لأمِّه : إنَّ اللهَ يُقْرِئُكِ السلامَ ، وقال : هذه لقمةٌ بلقمةٍ ) .. حديث ضعيف ولكنه يروى في فضائل الاعمال ولا حرج .. 

 * والحديث السابق هو ترجمة لمعنى كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث آخر حيث يقول :( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ) ..

 * أيتها المرأة السيدة الكريمة على الله : فضل الله عليك واسع .. ويرسل إليك السلام .. فهل أنتي ستستقبليه أم لا ..؟!! قفي في محراب العبودية بين ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .. وأخلصي في نداءك أن تقولي "يارب" بيقين .. سيحيطك بملائكته يدعون لك وتنزل عليك الرحمة وتكوني من أهل المعية الإلهية ..!! 

 * كذلك ملائكة العرش يستغفرون لك .. فلماذا لا تقفي في محراب الله مثل ملائكته العلوية وتستغفرين الله لأخوانك مثلما تستغفر الملائكة لك ؟ ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) غافر7 

 * فبقدر عَمَلِك يَكُن مَددِك .. وبقدر يَقِينِك يُكن تمكِينِك .. والعاقبة للمتقين . 

 المرأة الكاملة .. والطريق إلى الله ..:: السيدة مريم الصديقة .. وطريق الوصول إلى الله ::.. نبحث معا في طريقة امرأة كاملة الأوصاف الحميدة والأخلاق .. وكيف ارتقت في علاقتها مع الله .. وما هي الأسباب التي سلكتها .. للوصول إلى ذلك .. مع نسمات من كلام العارفين .. إن شاء الله تعالى .. تابع الجزء القادم إن شاء الله 

 والله أعلم 

 اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم